أرشيف لـفيفري, 2013

جلس صديقي “البطريق” مندهشا بعد مشاهدة “فريسكا” و”زوزو” اللي راحت عليها، حتى كانت الفاجعة، حدث مالم يكن في الحسبان ولا كان على الخاطرولاكان في النية، “صاضينلي” ظهر اعلان “اونست” الاعلان في بدايته شخص يدعى سعيد ومراته 

بعد مشاهدة الاعلان، يتبين ان الاستاذ سعيد ميسور الحال، كما انه يمتلك اودة نوم “بالشيء الفلاني” ومطبخ وسفرة و”شمعدان”  بل انه يستخدم طقم كاسات العصير “بتاع الضيوف” هو ومراته، كمان عنده زرع وستاير ليست زهيدة الثمن، ولكن مشكلته ايجاد شقتين لـ”عمر ومودي” اللذان لم يظهرا فى الاعلان، ما استفز صديقي البطريق ليس الاعلان بقدر ما استفزته الرقصة الاخيرة اللى رقصها الاستاذ سعيد، قد يكون هذا الاعلان ارحم من الاعلان الاخر، الذي يظهر فيه “سامح” يجلس على “انتريه” في وتليفزيون “بلزقته” ويظهر فى الاعلان سلم مما يدل على ان “سامع يسكن في فيللا، المفارقة الطريفة ان “سامح” هو الآخر رقص  بعد ما شاف اعلان “اونست” ‘ وهيبقى عندي شقة هاسكن وهاصيف مع اونست، السؤال هنا، كم دفعت شركة اونست عشان الناس دي توافق تطلع بالمنظر دا؟!

انتهت الفقرة الاعلانية وكان الفيلم اللي شغال هو فيلم “حبيبي نائما” وهو النسخة المشوهة من Shallow Hal تقدم فيه الفنانة مي عز الدين دورا قدمته سابقا في فيلم “ايظن”، دور “البت التخينة” ويبدو ان الدور قد اعجب الفنانة لذلك قررت تقديمه مرة اخرى في فيلم “حبيبي دائما” ولم ترأف بحال مرارتنا و”الحاجات التانية”، لم يكن فيلم “حبيبي نائما” يوجد فيلم “الرجل الابيض المتوسط” المقتبس من فيلم Nothing to lose حتى حركة ربط الكرسي منقولة بحذافيرها من الفيلم الاجنبي، او فيلم “الدادة دودي” وهو نسخة مشوهة ايضا من مجموعة من الافلام تحمل نفس القصة، وامير الظلام المقتبس من Scent of a woman لالباتشينو، هناك افلام قدمت بشكل جيد، ففيلم “آسف على الازعاج” المقتبس من Beautiful Mind، وايضا فيلم “الف مبروك” المقتبس من Groundhog Day لبيل موراي، الذي بدوره مقتبس عن الاسطورة الاغريقية Sisyphus، فالمشكلة ليست بلاقتباس ولكن طريقة تقديم الاقتباس، لم يكن فيلم “حبيبي نائما” و”ايظن” هو الابهار الحقيقي اللي قدمتهولنا “الفنانة” مي عزالدين، قدمت لنا ثلاثية مع “تمورة” في فيلم يدعى “عمر وسلمى” الذي يجسد المعنى الحقيقي للـ ولا حاجة، فيلم مكون من 3 اجزاء ليس بها اي مضمون فكري، السؤال الذي يطرح نفسه وبشده ليس لماذا ثلاثة اجزاء، لكن السؤال هو ليه من الاساس كان في جزء اول؟! بكل بساطة فيلم “عمر وسلمى” يشبه الى حد كبير مسلسلات الدراما التركية والمكسيكية و Days of our life في اسلوب المط فقط، اذا اردت ان تبحث عن قصة مش هتلاقي ديل تمسكه منه،  لا يختلف كثيرا عن افلام “تمورة”، القاسم المشترك بين الافلام السابقة، هو الاسم الذي هز شباك التذاكر “السبكي”

ولا ننسى من اعمال “السبكي” فيلم “حقي برقبتي” المشوه ايضا من فيلم Monster in Law، ويبدو ان المنتج والمخرج عملوا جاهدين على تقديم نسخة مشوهة الى ابعد الحدود من الفيلم، وادراج ما يعرف بالـ”مهرجان شعبي” وهو عبارة عن تكريع تصحبه موسيقى والكلمات غالبا ما تكون مسروقة من اغنية السابقة، لذلك قرر نفس المنتج تقديم فيلم عبارة عن “مهرجانات” وهو فيلم “مهمة في فيلم قديم” من بطولة نجمة المسرح وكل مسرح، فتاة الليل، نجمة حزمني يا، الفنانة الاستعراضية “من عرض” فيفي عبده، ويبدو انها قررت العودة مرة اخرى بعد عودة يسرا، مما يستدعى القلق من عودة نجمة الجماهير “نادية الجندي” لتغنى اغنية Hava Nagila او اغنية Mazel Tov على انغام “اوكا واورتيجا” مع الاسرائيليين، ولربما نرى شمعون بيريز يرقص بالـ”السنجة” ولافف تعبان على رقبته.

 

في تمام الساعة الخامسة فجرا، وفي مبنى الركاب 1 في مطار القاهرة، جلست انتظر صديقي القادم من بلاده البعيدة، اشتقت اليه، لا اعلم كيف سأعرفه، كانت القاعة هادئة جدا ليس بها سواي واخرون لا تزيد اعدادهم عن الثلاثين يجلسون متفرقين، لحظة هادئة قطعها صوت امرأة تعلن عن وصول الرحلة، كنت قبل خمس ساعات قد رتبت وهيأت غرفة في منزلي لتناسب صديقي المنتظر، لحظات ويصل وقفت انتظر امام بوابة الخروج، ها قد وصل رأيته من بعيد قادم ومعه مرافقه الخاص به،

نعم انه صديقي .. البطريق 

كان هادئا جدا، مسالم، بسيط، يتميز بصوت مسرسع بميزه عن باقي البطاريق اقرانه، ولكن يبقى السؤال، كيف سيتأقلم البطريق مع جو العاصمة؟

احضرت له الاكل ووضعته له في حوض المياه الخاص به في غرفته ليشعر وكأنه لا زال يحيا حياته الاولى، وحرصا على حياته وصحته النفسيه لم اخبره انه في مصر “أم الدنيا” في المساء وامام شاشة التلفاز جلسنا نستمتع بـ”تقليب القنوات” بحثا عن  “حاجة عدلة”، حتى قررت وانا في كامل قواي العقلية ان نشاهد قناة “بانوراما كوميدي”، كانت تلك هي المرة الاولى في حياتي التى ارى فيها بطريق يصدر صوت “جررررر” لكن بالطبع لن تكون الاخيرة

 

كانت فقرة الاعلانات في بدايتها، كان الاستقتاع باعلان “ومربى تبقى راما”، بكل بساطة راما شركة “بتاعة كله”، كانت اعلانات راما، من اكبر مساويء الثورة، ولعل استخدام كلمة ثورة اصبح دارجا حتى اصبح من الصعب القيام بثورة اخرى في مجال عصرنا الحالي، يعنى  مثلا عندك “لحاف الثورة” و”ملاية الثورة” و”طقم الومين الثورة” حتى المكرونة عملت ثورة علشان ماجابولهاش صلصة “راما”، زي الفاكهة عملت ثورة تهتف وتقول يا “راما” ولعل الايقاع المتناغم بين “راما” و”بانوراما” يخبرك انالشركة مملوكة لمالك القناة، تلى اعلان “ثورة المكرونة” اعلان عما يعرف بـ”شاي ام رنجة” او المورينجا ايهما اقرب، لا يختلف كثيرا عن قرينته “اللاصقة السحرية” سوى ان الاول “يتشرب” والتانية “تتلزق” كما انه يشبه حزام السونا غير ان الفرق ان الاخير “بيتلبس”  فهو يستخدم في التنحيف بصورة مذهلة، لكنه يشبه اللاصقة السحرية في انهما “بتوع كله” حتى اني فكرت في ان ابيع في الصيدلية سوى اللاصقة السحرية وشاي المورينجا، تكرر الاعلان عشرات المرات من شركات “الماسة” الجوهرة” الذهبية”  كان القرار الثاني هو قناة موجة كوميدي، وكانت الفقرة الاعلانية لازالت في بدايتها، الاعلان عبارة عن مجموعة بنات قاعدين في “مطعم” او كافيه” شافوا فيديو عجبهم وقرروا انهم يبعتوه لمي في اسكندرية، كان من ضمن الاقتراحات ارساله عبر ما يعرف بالبلوتوث، متجاهلة تماما انه في حالة انه في بعض الاحيان لا يصل بين شخصين في نفس المكان، جاء هذا السؤال كالصاعقة على صديقي “البطريق” “ماينفعش نبعته بلوتوث” حتى جاءت “اللى بتفهم فيهم” تقترح عليهم استخدام تكنولوجيا  ام ام يو،  لايختلف الاعلان اخر من حيث تأثيره على البشر والحيوانات سوى انه عن مجموعة اختطفت كلب وتطلب فدية، بدأ “البطريق” يتأقلم مع الاعلانات واصبح يمتلك مناعة ضد تلك الاعلانات، لحسن الحظ انه اندثرت اعلانات “بريتو” و”روميرو” لم يكن ليتحمل ولهوت مناعته امام طاقة تلك الاعلانات، ولحسن حظه ايضا، اختفاء برنامج “ضحكنى شكرا” في ظروف عامضة، اسم على غير مسمى، البرنامج الذي “فقع” جميع فئات الشعب المصري وعماله وفلاحيه، ولعل اللي فقع الشعب ليس البرنامج نفسه، ولكن الضحك المبالغ فيه من الجمهور، مثله كالضحك في برنامج “بني آدم شو” لم تكن مقولة المتنبي من فراغ، وكم ذا بمصر من المضحكات لكنه ضحك كالبكاء